لماذا الرياضة
في شهر أغسطس من العام 2013، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان يوم 6 أبريل اليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام حيث أثبتت الرياضة بأنها أداة مرنة وزهيدة الثمن لتحقيق مقاصد وأهداف السلام والتنمية. وفي جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة، اضطلعت الرياضة بدور مهم للدفع بالتقدم المجتمعي. "فالرياضة هي كذلك من العناصر التمكينية المهمة للتنمية المستدامة فهناك اعتراف بالمساهمة المتعاظمة التي تضطلع بها الرياضة في تحقيق التنمية والسلام بالنظر إلى دورها في تشجيع التسامح والاحترام ومساهمتها في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات وفي بلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة والتعليم
والاندماج الاجتماعي".
لعبت الرياضة على مر التاريخ دوراً هاماً في كل المجتمعات سواء في مجال الرياضة التنافسية أو النشاط البدني أو اللعب. ولكن لنا أن نتساءل: ما الرابط بين الرياضة والأمم المتحدة؟ في الواقع، تمثل الرياضة شراكة طبيعية بالنسبة لمنظومة الأمم المتحدة وذلك لعدة أسباب أهمها إن الرياضة واللعب حق من حقوق الإنسان التي يجب احترامها وتطبيقها في جميع أنحاء العالم، وقد تم الاعتراف بالرياضة على نحو متزايد واستخدامها كأداة منخفضة التكلفة وعالية التأثير في الجهود المبذولة فى مجال المساعدات الإنسانية والتنمية وبناء السلام وذلك ليس في منظومة الأمم المتحدة فقط، ولكن أيضاً في المنظمات غير الحكومية والحكومات والوكالات المتخصصة بالتنمية والاتحادات الرياضية والقوات المسلحة ووسائل الإعلام ولم يعد من الممكن اعتبار
الرياضة والتنمية
أثبتت الرياضة بأنها أداة فعالة من حيث التكلفة والمرونة في تعزيز أهداف السلام والتنمية. يمكن للرياضة - بوصفها لغة عالمية - أن تكون أداة قوية لتعزيز السلام والتسامح والتفاهم من خلال الجمع بين الناس وتجاوز الحدود، والثقافات والأعراق والأديان وتحظى القيم الرياضية الجوهرية مثل العمل الجماعي والإنصاف والانضباط واحترام المنافس وقواعد اللعبة بالفهم والتقدير في جميع أنحاء العالم للا يمكن تسخيرها في تعزيز التضامن والتماسك الاجتماعي والتعايش السلمي وتندرج الرياضة ضمن عوامل الوحدة بين البشر كافة، إذ يمارسها او يتابعها عدد مقدر من الناس رجالاً ونساء، في جميع أرجاء العالم. وهي عامل من عوامل السلامة البدنية والتمكين الاجتماعي، وعامل من عوامل المساواة وهي وسيلة من وسائل الإدماج الاجتماعي، ولا سيما للفئات الأشد حرماناً. وتُعد الرياضة أكثر الوسائل قوة وفعالية في مجال العمل على تعزيز ونشر القيم الإنسانية المشتركة المتمثلة على سبيل المثال لا الحصر، في التضامن والمسؤولية والاحترام والأمانة والعمل الجماعي والمساواة والهمة والعزة والأنفة، وتتيح الرياضة إدماج الجميع في المجتمع، ومنهم اللاجئون والمهاجرون والمشردون وتساهم بقوة في وإرساء أسس
السلام وتوطيدها من أجل بناء مجتمعات سليمة.
للرياضة قوة جذب فريدة من نوعها في جمع الناس وتوحيدهم والهامهم . وتضطلع الرياضة بدور مهم بوصفها محفز للتماسك الاجتماعي والتنمية الاقتصادية في مختلف البيئات الجغرافية والثقافية والسياسية. وبالتالي فالرياضة هي أداة قوية لتعزيز الروابط والشبكات الاجتماعية، وتعزيز
المثل العليا للسلام والإخاء والتضامن واللاعنف، والتسامح والعدالة.
أهم الأدوار التي تلعبها الرياضة
تنمية الفرد.
تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض.
تعزيز المساواة بين الجنسين.
التكافل الاجتماعي وتنمية رأس المال الاجتماعي.
بناء السلام ومنع النزاعات وحلها.
الإغاثة بعد الكوارث والصدمات وإعادة الحياة الى طبيعتها.
النمو الإقتصادي.
التواصل والتعبئة الاجتماعية.
دور الرياضيين
ويجب علينا كرياضين أن نبذل قصارى جهدنا من أجل دعم الرياضة والمساهمة في إتاحتها للجميع، لكيلا يتخلف أحد عن ركب الرياضة في ظل المساعي العالمية الرامية إلى المضي قدماً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وهذا هو الحافز إلى ضمان تمتع الناس كافة، رجالاً ونساء، بحقهم الأساسي في ممارسة الرياضة بدون أي تمييز بينهم. ويلهم هذا الحافز أيضاً المتطوعين المتفانين في الدعوة إلى الاستعانة بالرياضة من أجل تحقيق التنمية ونشر السلام في جميع أرجاء العالم، وهم الذين نثني على عملهم ويستحقون الاحترام والتقدير بيد أن الرياضة ما زالت تواجه تحديات كثيرة تحول دون تحقيق إمكاناتها الحقة فكثيراً للغاية ما شاهدنا أمثلة للتعصب والعنصرية والكراهية والعنف أثناء مناسبات رياضية. ويجب على المنظمات الرياضية ومديريها وعلى اللاعبين والمشجعين أن يفعلوا كل ما بوسعهم لمكافحة هذه العلل وتسخير القوة الإيجابية التي تتسم بها الرياضة تسخيراً كاملاً. كما أن الفساد يؤثر على الرياضة، كما هو الحال في مجالات أخرى. فالفساد يقتل الرياضة، وينبغي عدم التسامح إطلاقاً إزاء سوء الممارسة في مجال الرياضة، بما يشمل تعاطي المنشطات ودورنا هو أن نواصل مكافحة التجاوزات وتشجيع تبني الحوكمة الرشيدة، والنزاهة والشفافية. ويجب أيضاً أن نسعى إلى جعل أهداف التنمية المستدامة
في طلب جميع المنظمات الرياضية
خاتمة
ورغم هذه التحديات ستظل القوة الإيجابية الهائلة التي تتسم بها الرياضة وسيظل الشغف الهائل بها يوحد بين الناس، بحيث يعملان على جعل العالم أكثر شمولاً للجميع وأكثر سلمية من خلال ما ينطويان عليه من قيم ومبادئ عالمية. وقد أدت الرياضة تاريخياً، دوراً هاماً في جميع المجتمعات وكانت بمثابة منبر اتصالات قوي يمكن استخدامه لتشجيع ثقافة السلام. فالرياضة هي، وستظل إحدى أكثر الأدوات فعالية بالنسبة للتكلفة وأكثرها تنوعاً للترويج لقيم الأمم
المتحدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.