حققت الأكاديمية خلال أكثر من ثلاثين عاما العديد من الانجازات التعليمية والتدريبية والبحثية فى مجالات النقل البحرى والعلوم الهندسية والإدارية من خلال منهجية تطبيق التكنولوجيا الحديثة فى تلك المجالات فاستطاعت أن تنتقل من الاقليمية إلى العالمية وتحتل مكانة بارزة فى قائمة المؤسسات التعليمية على المستوى الدولى، وقد حصلت الأكاديمية على جائزة المنظمة الدولية للمستويات القياسية (ISO) عام 2007 ضمن الستة مراكز الأولى للمؤسسات على مستوى العالم فى المستويات القياسية للتعليم العالى.
بدأت الأكاديمية أنشطتها التعليمية والتدريبية بثلاثة مسارات لتأهيل الكوادر البحرية فى الملاحة والهندسة البحرية وضباط الراديو والفنيين البحريين ثم تطورت الدراسات المقدمة لتشمل الدراسات الأساسية ودرجات البكالوريوس والتى إنتهجت الأكاديمية بشأنها نهج النظام الأمريكى للساعات المعتمدة American Credit Hour System أما النظام الإنجليزى فتم تطبيقه على الدراسات التأهيلية للضباط والمهندسين البحريين والنظام اليابانى فى التعليم المهنى للفنيين مع إعتماد كافة المسارات على الجانب التطبيقى.
تمكنت الأكاديمية من الحصول على موافقة المجلس الأعلى للجامعات المصرية بإعتبار شهادة ضابط ثان لأعالى البحار مؤهلا للإنتساب للجامعات المصرية وجميع الشهادات العالية التى تكون مدة الدراسة بها أربع سنوات بعد الثانوية العامة.
وجدير بالذكر أن للأكاديمية السبق فى تحقيق مرونة إنتقال الضباط البحريين من مسار الشهادات التأهيلية إلى الحصول على درجة البكالوريوس فى تكنولوجيا الملاحة البحرية أوالهندسة البحرية ويرجع الفضل فى ذلك إلى إتباع النظام الأمريكى للساعات المعتمدة، ولإبراز أهمية الانجاز فقد كان للحاصل على شهادة ربان أعالى البحار عند إيفاده للملكة المتحدة أن يبدأ من السنة الأولى للحصول على درجة البكالوريوس دون اعتبار لما سبق دراسته إلا أن الأكاديمية بمرونة نظامها الحالى حققت لضباطها الحصول على درجة البكالوريوس بالإضافة إلى شهادة الأهلية خلال أربعة سنوات فقط مما إعتبره الخبراء إنجازا غير مسبوق.
ويعتبر التقرير الذى أعدته هيئة التعاون لشئون النقل باليابان فى شهر مارس 1997 Japan Transport Cooperation Association عن مسيرة الأكاديمية ومرونة تحولها إلى العلوم والتكنولوجيا سعيا للبقاء ثم التحول إلى العلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى أرفع وسام على صدر الأكاديمية من دولة تحتل المرتبة الأولى فى مجال النقل البحرى عالميا، كما قامت الأكاديمية خلال مسيرتها بمعادلة شهاداتها بالشهادات التى تمنحها الجامعات المصرية فى تخصصات الهندسة والإدارة .
قامت الأكاديمية منذ نشأتها عام 1972 وحتى العام الدراسى 2001/2002 بتوفير الألاف من الفرص التعليمية لأبناء أكثر من 59 دولة عربية وأفريقية وأسيوية وأوروبية وغيرها موزعة خلال مراحل مسيرة الأكاديمية .
وانطلاقا من حرص الأكاديمية على تميز خدماتها التعليمية والتدريبية والبحثية وإيمانا بدورها فى خدمة الطلاب وأولياء أمورهم رغم تطبيق سياسة التمويل الذاتى فقد قامت بمد أنشطتها إلى جانب مقرها الرئيسى بالإسكندرية إلى القاهرة وجنوب الوادى واللاذقية بغرض تقديم خدماتها المتميزة لأبناء الدول العربية باعتبارها نموذجا فريداً لؤسسات العمل العربى المشترك على أرض جمهورية مصر العربية التى تملك كافة أصولها وموجوداتها (ملكية عامة) وتدار بمرونة وفكر تعليمى مفتوح تحت مظلة الجامعة العربية (إدارة مرنة)، كما أنها تعد نموذجا صادقا للمؤسسة التعليمية التى لا تستهدف الربح. وفى هذين النموذجين يكمن سر نجاح وتميز الأكاديمية اللذين حلقت بهما من الإقليمية إلى آفاق العالمية. ذلك وتكمن أهم ركائز هذا النجاح فى إتباع أسلوب إدارة النتائج لا إدارةالأنشطة، ويتلخص ذلك فيما يلى:
تنتهج الأكاديمية سياسة متميزة فى الإهتمام بطلابها حيث يمثل الطالب محور الخدمات التعليمية والدعم الإدارى وفى هذا الإطار يضم الموقع الرئيسى للأكاديمية مجموعة من الأنشطة والخدمات لتيسير حياة الطلاب مثل أماكن الإقامة والإعاشة وقاعات الطعام والتى تستوعب (1300) ألف وثلاثمائة طالب ومجهزة بجميع وسائل الراحة بالإضافة إلى مبنى الإسكان الخاص بالطالبات الذى يستوعب (100) مائة طالبة .
ويمارس طلاب الأكاديمية فى تخصصات الملاحة والهندسة البحرية حياة منظمة أمنة داخل الحرم الأكاديمى بدءا من إرتداء الزى الموحد إلى الإلتزام بالتدريب القيادى والرياضى فى إطار قواعد ولوائح الأكاديمية تحت إشراف قيادة الطلبة فى عمادة شئون الطلاب طوال العامين الأولين، كما يمارس كافة الطلاب طوال العام أنشطتهم الثقافية من خلال الندوات والمحاضرات التى ينظمها قسم النشاط الثقافى بالإضافة إلى الرحلات الترفيهية والأنشطة الرياضية وفى هذا الإطار يحرص طلاب الأكاديمية على تنظيم يوم أولياء الأمور فى كل عام لتنمية أواصر التعاون والتقارب الثقافى والإجتماعى بين الطلاب من جانب وأولياء أمورهم من جانب أخر.
وإيمانا بأهمية دور المؤسسات التعليمية فى خدمة المجتمع قامت الأكاديمية بتقديم برامج دراسية متنوعة فى خدمة المجتمع السكندرى لتنمية القدرات وإتاحة الفرصة للتعليم المستمر وفتح أفاق لمجالات عمل جديدة لأولئك الذين لم تتح لهم فرصة التأهيل أو التميز فى مجال اللغات والحاسب الألى وأعمال السكرتارية وأعمال حجز تذاكر الطيران والتسويق وإدارة الأعمال.
ويتم عقد هذه البرامج كل ثلاثة أشهر على مدار العام بمقر الأكاديمية فى منطقة وسط المدينة ومقر الأكاديمية فى ميامى بسيدى بشر فى فترة مسائية تبدأ من الخامسة مساءا وتستقطب أعدادا ملموسة ممن يتطلعون إلى التنمية المهنية وإكتساب المهارات بالإضافة إلى الدورات التى يتم تخصيصها لمجموعات متفق عليها من العاملين فى بعض الشركات والمؤسسات، ويبلغ أعداد المستفيدين من تلك البرامج على مدار السنة من خمسة عشر ألفا إلى عشرين ألفا من أبناء المجتمع السكندرى بالإضافة إلى برامج تعليم الأطفال فى فصل الصيف والذى تبلغ أعداد المستفيدين منه خمسة ألاف طفل.