حققت الأكاديمية تطوراً عظيماً ومستداماً منذ نشأتها في عام  1972 لتصبح إحدى المنظمات المتخصصة وبيت الخبرة رفيع المستوى والذراع الفني المرموق التابع لجامعة الدول العربية. أما اليوم فتتلخص رؤيتنا في أن تصبح الأكاديمية صرحاً عالمياً للتعليم البحرى والجامعي بالمطابقة مع المعايير الدولية في التعليم والبحث العلمي  والابتكار والتدريب، مع الوفاء بمسئولياتها المجتمعية، حتى تظل بيت الخبرة العربي المتميز وتصبح الاختيار الأول لطلاب العلم اقليمياً ودولياً.
على مدار أكثر من 47 عام استطاعت الأكاديمية أن تواكب الإيقاع العالمي السريع في مجالات التعليم والتدريب والاستشارات والبحث العلمي. ومن خلال إيمانها بأهمية تحقيق التكامل العربي بتعزيز العمل العربي المشترك للوصول إلى الغاية الأسمى ألا وهي التعاون العربي الكامل والمتكامل في شتى المجالات العلمية،  استطاعت الأكاديمية أن تحقق العديد من الانجازات التعليمية والتدريبية والبحثية وتخدم المجتمع العربى بتقديم التعليم الجامعي والدراسات العليا في اكثر من 35 تخصص في شتى المجالات النقل البحري، الهندسة، الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، النقل الدولى واللوجيستيات، الإدارة، اللغه و الإعلام، القانون، الصيدلة، تكنولوجيا المصايد والأستزراع المائي، و الآثار واخيرا طب الأسنان والذكاء الأصطناعى وذلك من خلال منهجية تطبيق التكنولوجيا الحديثة فى تلك المجالات.
وقد التزمت الأكاديمية باستراتيجيتها في تخريج الكوادر العربية والإفريقية المدربة والمؤهلة لتصبح قيادات المستقبل ورواد العمل المتطور في بلدها الأم، واعتمدت في ذلك على بناء جسور من التعاون والعلاقات الوطيدة مع أرقى الجامعات والمراكز البحثية على مستوى العالم، مما جعل من تلك الكوادر المتميزة خير سفير لنا. 
بالإضافة إلى ما سبق حرصت كليات الأكاديمية  على أن تكون سباقة في الحصول على أعلى شهادات الجودة في التعليم والتدريب في دولة المقر (جمهورية مصر العربية) واستطاعت أن تنتقل من الإقليمية إلى العالمية بالحصول على اعتمادات دولية من أكبر جهات الأعتماد الدولية فى مختلف التخصصات.
وتؤمن قيادات الاكاديمية إيماناً راسخاً بأن العلم هو مفتاح المستقبل، وهو ركيزة الشعوب نحو التقدم والازدهار، والعامل الأول المساعد على تحقيق الإنجازات البشرية على مر العصور، وتمتلك الأكاديمية لفيفاً من الأساتذة والخبراء ذوى الخبرة الدولية والقادرين على دعم الدول العربية والإفريقية من حيث تقديم الاستشارات والقيام بالدراسات في المجالات العلمية المختلفة.
وبعد امتداد أفرعها ومقارها بالإسكندرية والقاهرة الكبرى وأسوان، وبورسعيد، واللاذقية في الجمهورية السورية ، سطرت الأكاديمية فصلاً جديداً من فصول النجاح والتميز من خلال التوسع داخل مصر وخارجها بإنشاء فرع جديد لها بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكامتداد طبيعي واستباق في الدعم والتنمية سعت الأكاديمية للتوجه غرباً نحو مدينة العلمين الجديدة.
بتلك المجهودات الحثيثة تساهم الأكاديمية  في إحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية بتقديم قادة للتغيير يتم إعدادهم من خلال برامج علمية متطورة، ونظم حديثة في التعليم والتعلم، وأعضاء هيئة تدريس مشهود لهم بالكفاءة، ومراكز للتميز في البحث العلمي والتدريب والاستشارات، مع الالتزام بتطبيق أعلى معايير الجودة  بما يتماشى ويواكب متطلبات سوق العمل الحديثة. هذا ويتم استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا لضمان ايصال المعلومة بأفضل الطرق وايسرها، و تؤكد الوسائل المستخدمة على أهمية تنفيذ وتطبيق ما يدرس في كامل مناهج بالأكاديمية.
تحتضن الأكاديمية  أعضاء هيئة تدريس وطلاب من مختلف بقاع العالم، تلتقي وتتفاعل تحت سقف واحد في حرمنا الجامعي، مما يساعد على النضج الفكري لطلابنا من خلال ذلك التبادل الثقافي. وفي ظل طفرة تكنولوجية غير محدودة يعيشها عالمنا اليوم، خلقت الأكاديمية مناخاً محفزاً علي الابتكار والإبداع فى بيئة تعليمية نموذجية تشمل   التفكير المستقبلي والتحفيز الأكاديمي والإثراء الثقافي و تعزيز البحث العلمي.
أخيرًا أتقدم بآيات تقدير والعرفان إحياء لذكرى جميع من ساهموا في الماضي في نجاح  الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى على مدار مسيرتها الطويلة منذ نشئتها وحتى يومنا هذا، وللرواد الأولين ممن مهدوا الطريق للجيل الحالي بتواضع وانكار للذات. وأود أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل فرد من أفراد الأسرة الحالية للأكاديمية من العاملين بالإدارة وهيئة التدريس، الذين بمجهوداتهم المثمرة نستطيع أن نتطلع لمستقبل أكثر إشراقاً لأكاديميتنا الحبيبة. وأتوجه بأمنيات النجاح والتوفيق لجميع أبناءنا من طلاب الأكاديمية الحاليين والمستقبلين وأعزاءنا الخريجين ممن ساهمت الأكاديمية في رسم مستقبل أفضل لهم .
ا.د. اسماعيل عبد الغفار
رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى